تدخُّلات الأنظمة الخليجية في الدول العربية
إننا كشعوب عربية تعاني من وطأة القمع والفساد، ونعاني من احتلال واستبداد يقتسمان بلداننا، وهيمنة تحكمها المصالح، وتتطلع الشعوب لتحررها ونيل حقوقها، وتناضل من أجل ذلك بطرق عدة، وفي عصرنا الحالي كان حراك الربيع العربي دلالة على استعداد شعوب منطقتنا على بذل كل شيء من أجل ذلك التحرر، وقدمت تضحيات كبيرة، ورافقها أخطاء كبيرة أيضًا، سمحت للأنظمة المستبدة ولأعداء تحرر الشعوب من الانقضاض على ربيع العرب، وإعادة القمع والبؤس.
وقد كان للنفط الخليجي تأثيرًا مباشرًا على مسار تلك الثورات، فتدخل المال الخليجي في كل الدول لإيقاف الزحف الديموقراطي، وتمدد الحريات الذي كاد أن يطال كل بلداننا، فلا يبقي احتلالًا ولا استبدادًا ولا هيمنة، ويعيد للشعوب كرامتها وحريتها واستقلالها، ولكن أعداء ذلك كثر، ووظفوا كل إمكاناتهم للوقوف في طريقنا، وكان من أبرز ما وظفوه أموال الخليج المنهوبة من حكام طغاة لا يملكون حق التصرف فيما نهبوه، وتمكنوا من دعم انقلابات كما فعلوا في تونس ومصر، ومن توظيف جماعات وأفراد كما فعلوا في مناطق أخرى، ووقع البعض في أخطاء جسيمة بأن رهن نفسه لتلك الأنظمة طامعًا في دعمها مؤملًا في خير من خلف أنظمة لم تحسن في بلادها حتى تحسن في غيرها، مستعينة في ذلك بغطاء دولي ودعم من قوى عالمية تقف ضد تحرر شعوبنا.
وكانت لتلك التدخلات والتدخلات الخارجية الأخرى ما بشأنها أن تزيد من تعقيد المشهد بخطف تلك الثورات كلٌّ لأجنداته الخاصَّة، وبخلق ودعم فصائل أو أجهزة أو شخصيات يرتهنون لتلك الدول لا الشعوب، وقد تورَّطت بجرائم حرب أو انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان والفساد؛ ما زاد من أزمة اللاجئين، وزيادة معدل الفقر في تلك الدول، وتدمير للبنى التحتية، وتفشّي الفساد.
ومن هنا نؤكد من منطلقنا الداعم لحريات الشعوب وتقدُّمها على رفض هذه التدخلات، وعدم الركون لهذه الأنظمة، وكما أن الاستبداد يتوحَّد لقهر الشعوب، فمهمتنا أن تتضامن الشعوب في مقاومة الاستبداد وتحررها، وألا نقبل ظلم على شعب من الشعوب لنيل ود مستبد ما، وعلينا ألا نختار من بين أنظمة الاستبداد من نناكف ونختار منها من نركن إليه ،نستقوي به، فالاستقواء لا يكون إلا بالعدل والحق إذا أردنا تقدمًا وتحررًا حقيقيًا، إننا تراجعنا في جولة الربيع الأولى بسبب أخطاء ارتكبت، وكان من أبرزها السماح لأنظمة مستبدة في إدارة المشهد عن طريق شخصيات أو جماعات كان يجب أن تكون جزء من النضال نحو التحرر.
التوقيعات ( 9 توقيع )
أضف توقيعك