الربيع العربي
عندما حدثت الثورات العربية في عام 2011، كانت التطلعات والنتائج المرجوة من هذه الثورات جداً عالية، حيث كانت أحلام الشعوب في الميادين تتوقع أنه عندما تتم الإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية سوف يكون الانتقال إلى الديمقراطية بيسر وسهولة، وأن مجرد وجود انتخابات سوف يسهل هذا الأمر. لكن تعقَّد المشهدُ أكثر وأكثر حيث ساهمت القوى القديمة بتعزيز وجودها كثورة مضادة للثورة الأساسية وبدأت في تعزيز حضورها وتمكنها من مفاصل الدولة. قوة الإجماع والتكاتف الذي حدث في الميادين في مطلع الثورات كان الصورة الأجمل، لكن تلك الحالة الوطنية تلاشت عندما بدأ مشروع بناء مؤسسات الدولة بعد رحيل رأس الاستبداد وليس مؤسسة الاستبداد، فالنظام المستبد متشعب ومتمكن من مفاصل الدولة ومؤسساته. لهذا هنا نقاط حول ما يمكن فعله في المستقبل.
1- تعزيز العمل المدني المشترك بين الأطياف الفكرية والمنظمات. يساهم العمل المدني على صياغة طرق خلابة لإمكانية العمل والحياة لأبناء الدولة الواحدة بكل اختلافاتهم. هذه اللياقة التي تتكون في الدول الديمقراطية تأتت بعد ممارسات مدنية مهنية تجذرت في السلوك الاجتماعي وأضحت بديهيات، نختلف على الأفكار لكن نتفق على الآليات.
2- بناء جسور التواصل عبر العمل المدني المشترك مع الخصوم السياسيين والمنافسين الوطنيين لسد الفجوة وتقريب وجهات النظر. فالعمل المشترك على قضايا جوهرية للوطن كالملفات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية يساهم في دمج التصورات والأفكار للفرقاء الوطنيين في قالب واحد ويعزز وجود اللحمة الوطنية.
3- التأكيد على الثوابت الوطنية والمدنية بين الجماعات السياسية والتيارات الفكرية، توضيح ما هي الثوابت الوطنية والمدنية. المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، رفض اللجوء للقمع، رفض الانحياز للمؤسسات العسكرية ضد الجماعات المدنية، رفض الانتهاكات الحقوقية. مهما كانت الثوابت الوطنية يجب أن تناقش بين الفرقاء الوطنيين والتأكيد على أهميتها عبر المشاريع المشتركة التي تساهم في سد الفجوة بين أطياف الحراك الوطني. وجود تيار عربي يدعم الحد الأدنى من القيم المدنية والديمقراطية يساهم في توحيد القيم السياسية وتعزيزها ومناصرتها في كل شبر عربي.
4- الانخراط في مشاريع إقليمية عربية بين المهمومين بمستقبل الوطن العربي والانخراط في أعمال مدنية ونقل التجارب والخبرات بين بعضهم البعض. يساهم هذا الانخراط في رفع الوعي وتوحيد القيم المدنية والعدلية والديمقراطية بين الفاعلين العرب. وقطع الطريق على السياسيين الطغاة الذين يحاولون توحيد صفوفهم ضد تطلعات الشعوب العربية.
التوقيعات ( 7 توقيع )
أضف توقيعك